بقلم / حلا الخالدي
في أعماق كل واحدٍ منّا صرخةٌ خفية، تختبئ خلف ابتسامةٍ صامتة وكلمةٍ مطمئنة، لكنها تثقل القلب وتُرهق الروح. صرخةٌ ليست عتابًا ولا وجعًا، بل هي نتاج ما تراكم من ضغوط الحياة وأعبائها، تُكابر كي لا تجرح قلبًا قريبًا أو تثير وجعًا خفيًا عند من نحب.
هي فتراتٌ عابرة، نحتاج فيها أن نطلق ما في صدورنا من غبارٍ ثقيل، لنعود بعدها أنقى روحًا، وأصفى قلبًا، وأقدر على أن ننثر حولنا طاقةً إيجابية، نُسعد بها أنفسنا ونُضيء بها دروب الآخرين.
هنيئًا لمن استطاع أن يحتضن تلك الصرخات بصبرٍ وإيمان، يذيبها بين أضلاعه حتى تهدأ، ويحوّلها إلى قوةٍ صامته تُزهر بداخله سكينةً ونورًا.
فلنجعل من صرخاتنا المكتومة جسرًا نعبر به نحو سلامٍ داخلي، لا سجنًا يحبس أرواحنا. ولنتذكر دائمًا أن لحظات الانكسار ليست إلا بدايةً لانبعاث جديد، وأن من يملك القدرة على الصبر والكتمان، يملك أيضًا سرّ النهوض بقوة.
فلا تخجل من صرختك، ولا تتركها تحرقك في صمت، بل اجعلها وقودًا يطهّر قلبك، ويعيد لروحك نقاءها، لتكون أنت النور الذي يسعد به من حولك.
