الدمام –
تتواصل فعاليات مهرجان المونودراما في الدمام، حيث يشهد الكرنفال المسرحي تصاعداً في وتيرة التنافس والعروض الفنية. المهرجان من تنظيم جمعية المسرح والفنون الأدائية، وتنفيذ جمعية الثقافة والفنون بالدمام، مستمراً ليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025م في مقر جمعية الثقافة والفنون بالدمام ومسرح كواليس.
استعراض التجارب المسرحية: من “ديك” إلى “أجنة الثلاجة” و”قمر”
شهد المهرجان عروضاً مسرحية أثارت نقاشات عميقة في الندوات التطبيقية المصاحبة.
في عرض “ديك” الذي قدمته فرقة “جوفة الفن” (تأليف إياد الريموني، إخراج تركي باعيسى، تمثيل عبد الله الفكي)، تناول العمل صراع الهوية والذاكرة من خلال شخصية محاصرة بذاكرتها وأصوات ماضيها؛ حيث يرمز “الديك” إلى اليقظة المفقودة، بينما صوت “البومة” يعبر عن الخراب الداخلي. وصف الناقد المسرحي عايض البقمي النص بأنه يعكس التمزق النفسي والوجودي، فيما أوضح المخرج تركي باعيسى أن رؤيته ركزت على أن الحرب قوة “تلتهم الإنسان من الداخل”.
كما عُرِضت مسرحية “أجنة الثلاجة” (تأليف وإخراج علي آل غزوي، تمثيل آمال الرمضان)، وهو نص فائز بجائزة الإنجاز قبل خمسة عشر عاماً، ويتناول نقداً اجتماعياً جريئاً عبر معاناة “أم صابر”، التي تمثل صورة “الأنثى المكسورة المظلومة من المجتمع”، ويسلط الضوء على سلسلة من الأوجاع الاجتماعية والجسدية. يرى الناقد عايض البقمي أن النص “مكتفٍ واللغة مشحونة بالألم والرمزية”، معتبراً العرض “نقداً اجتماعياً جريئاً يفضح القهر الممارس ضد المرأة”. وذكر المخرج علي آل غزوي أن رؤيته انطلقت من كون النص يختبر الإنسان في “أكثر لحظاته هشاشة”.
وفي آخر عروض الأمس، قدمت فرقة “مسرح ضو” عرض “قمر” (تأليف عبد الله عقيل، تمثيل عبير جرام)، الذي تمحورت أحداثه حول امرأة تستيقظ في قبو لتبدأ رحلة البحث عن الخلاص ومواجهة ماضيها وأشباح من فقدتهم. أشاد الكاتب المسرحي عبد الله الجفال بنجاح العرض، واصفاً النص بأنه “راقٍ مع مرتبة الشرف”.
الورشة التدريبية: “تقنيات الأداء في المونودراما”
نُظمت الورشة العملية “تقنيات الأداء في المونودراما” للمدرب عبد الله سويد، حيث ركزت على الجانب العملي من خلال تمارين الصوت والنطق وتنشيط الخيال. وأكد عبدالله سويد أن الهدف هو تمكين الممثل من “أن يكون على سجيته وطبيعياً”. وأشار المدرب إلى أن أبرز تحديات الممثلين، حتى الموهوبين منهم، تكمن في “إيصال الشعور للجمهور بشكل صحيح”.
أهمية المهرجانات لصقل المواهب
وأكد يوسف الخميس، مدير جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، أن النسخة الحالية من مهرجان المونودراما لا تُعد الأولى، مشيراً إلى أن المنطقة الشرقية كانت سبّاقة في استضافة مثل هذه الفعاليات. وشدد الخميس على أن المهرجانات المسرحية ضرورة حتمية لصقل المواهب في جميع مجالات العطاء المسرحي. وأشاد بالتجمع الفني الذي يجمع الرواد والفنانين الشباب، معتبراً هذا الخليط مولّداً للخبرة واكتساب المهارات.
كما أعرب الخميس، عن تمنياته بأن يواكب تطور الحركة المسرحية في المملكة رؤية 2030. وتوقع نجاح المهرجان، مشيراً إلى أن جمعية المسرح والفنون الأدائية لم تخطُ هذه الخطوة إلا وقد وضعت الأسس لضمان تحقيق نتائج إيجابية. واعتبر أن المونودراما هي “ثقافة يتزود منها الممثل بالأدوات المفيدة”.





