الدمام –
اختتمت وحدة النطق والتخاطب في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر التابع لجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل ، بالتعاون مع شركة Cochlear ، “الورشة السابعة للتأهيل السمعي لزارعي القوقعة الالكترونية “.
و جاءت ورشة التأهيل هذا العام ولأول مرة على مستوى المنطقة الشرقية والثالثة على مستوى المملكة، مخصّصة لتأهيل البالغين من زارعي القوقعة بحضور نخبة من أخصائيي النطق والتخاطب من مختلف المستشفيات والمراكز التخصصية بالمملكة ممن يمتلكون خبرة متقدمة في مجال التأهيل السمعي لزارعي القوقعة وقد سلّطت الورشة الضوء على فئة البالغين ما بعد اكتساب اللغة وهم الأشخاص الذين فقدوا سمعهم بعد أن كانت لديهم قدرة سمعية طبيعية، مما يجعل احتياجاتهم التأهيلية مختلفة في مجالاتها وأساليبها عن الأطفال فاقدي السمع وبالتالي تتطلب برامج أكثر تخصصًا.
وأكدت أخصائي أول سميرة عبد العزيز عاشور، رئيسة وحدة النطق والتخاطب بمستشفى الملك فهد الجامعي وعضو في لجنة زراعة القوقعة والقائمة على الورشة مع مجموعة متميزة من الخبراء، أن العناية بهذه الفئة تمثل ضرورة ملحة، إذ يواجه الكثير من البالغين الفاقدين للسمع تحديات في استكمال تعليمهم و الاستمرار في وظائفهم و المشاركة الاجتماعية الفاعلة عندما لا تتم معالجة فقدان السمع لديهم بشكل مناسب وفوري.
وأوضحت أن إعادة التأهيل السمعي تتيح لهم الحفاظ على استقلاليتهم وقدرتهم على الإنتاج والمشاركة، خصوصًا في مرحلة يكون فيها المجتمع في حاجة إلى مساهماتهم.
وأضافت عاشور أن تنظيم هذه الورشة يأتي منسجما مع رؤية المملكة 2030 ، التي تولي أهمية كبيرة للعناية بجميع الفئات العمرية وتعزيز الشيخوخة الصحية ودعم جودة الحياة. فالأطفال يمثلون مستقبل الوطن، والبالغون هم حاضر التنمية وصُنّاعها، بينما يشكل كبار السن ركيزة أساسية في المجتمع، لما يحملونه من تاريخ وخبرة ودور محوري داخل الأسرة والمجتمع.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن فقدان السمع غير المعالج لدى كبار السن لا يرتبط فقط بتراجع المهارات اللغوية وإنما يرتبط أيضا بتراجع القدرات الإدراكية، ومرض الخرف، والعزلة الاجتماعية، والاكتئاب كما أن فقدان السمع لدى فئة الشباب والبالغين في سن العمل قد يحد قدرتهم على الانخراط بشكل كامل في جميع نواحي المجتمع، ويقلل من فرص مشاركتهم في التنمية الاقتصادية للبلاد.
ومن هذا المنطلق، جاءت هذه الورشة كخطوة مهمة وضرورية تهدف إلى فهم احتياجات فئة البالغين زارعي القوقعة وتطوير المعرفة والمهارات لتقديم أعلى مستويات خدمات العلاج والتأهيل والدعم المتخصصة وتمكينهم من العودة إلى حياة فاعلة ومنتجة بكل ثقة وعزيمة و بجودة حياة عالية واختمت عاشور بتوجيه الشكر لكل من كان له دور في نجاح هذه الورشة المتخصصة من قائمين وحاضرين مؤكدة استمرار مستشفى الملك فهد الجامعي التزامه بتقديم أفضل الخدمات الطبية والتأهيلية وفق أعلى المعايير العالمية تماشيا مع رؤيته في دعم جميع فئات المجتمع لتحقيق حياة صحية واجتماعية متكاملة.



