بقلم : عاطف بن علي الأسود
من يتابع المسيرة الإعلامية والفكرية للأستاذ محمد رضا نصر الله يدرك أنه مدرسة قائمة بذاتها، مدرسة يتعلم منها كل من يسلك طريق الإعلام الجاد، وكل من يبحث عن فهم أعمق لفنون السرد، وإدارة الحوار، وصياغة الفكرة بوعي ومسؤولية. فمنذ بداياته الأولى وحتى يومنا هذا، ظل الرجل نموذجًا ملهِمًا في الطرح الرصين، وفي القدرة على نقل المعرفة وإضاءة القضايا بأسلوب يجمع بين الحكمة والعمق والهدوء.
لقد أثرى المشهد الإعلامي محليًا وإقليميًا، ولم تتوقف مساهماته عند حدود الإعلام الوطني، بل تجاوزته إلى حضور دولي بارز، حيث أدار حوارات رفيعة المستوى مع شخصيات عالمية مثقفة وزعماء ومفكرين من مختلف الاتجاهات. وفي كل تلك التجارب، أثبت قدرته المتميزة على صناعة سرديات واعية، وطرح نقاشات ثرية تُضيف ولا تكرر، وتبني ولا تهدم.
ومثل هذا الرجل لا يقتصر دوره على الإعلام فحسب، بل يمتد إلى موقعه المهم في مجلس الشورى، حيث كان عطاؤه بارزًا في تخصصه، وحضوره مؤثرًا، وأفكاره تُسهم في صياغة رؤى أكثر وعيًا بالشأن العام. فهو يمثل نموذجًا حيًا للمثقف الذي يجمع بين الفكر والعمل، وبين المعرفة والتأثير، وبين الالتزام والمسؤولية.
إن الأستاذ محمد رضا نصر الله ليس مجرد إعلامي متميز، بل هو قيمة ثقافية وطنية، ورمز من رموز السرد الواعي الذي تتعلم منه الأجيال معنى الإعلام الحقيقي، وكيف يكون للكلمة دور في بناء الوعي وصناعة المستقبل.
—————————-
الكاتب والباحث
عاطف بن علي الأسود
البريد الإلكتروني: X@alaswadatif – sir.atif@hotmail.com

