رجل الاعمال عبدالرحمن العطيشان (أبو ضاري)… قامة وطنية ومسيرة إنسانية تتقدّم على كل اعتبار

بقلم / عاطف بن علي الأسود

في المشهد الوطني، تبرز شخصيات لا يُقاس حضورها بحجم المناصب التي شغلتها، بل بعمق الأثر الذي تركته في المجتمع، وبما قدّمته من نماذج متزنة جمعت بين الاقتصاد والإنسان، وبين القيادة والمسؤولية. ومن بين هذه القامات، يبرز اسم عبد الرحمن العطيشان (أبو ضاري) بوصفه رجل أعمال من الجيل الأول، وقامة اجتماعية وإنسانية، ورجل دولة بالمعنى الشامل للكلمة.

لقد شكّلت مسيرته العملية نموذجًا لرجل الأعمال الذي أسهم في بناء الاقتصاد بروح وطنية واعية ، حيث تولّى خلال مسيرته عددًا من المناصب القيادية المؤثرة من بينها رئاسة غرفة المنطقة الشرقية، ورئاسة مجلس الأعمال السعودي البحريني، ورئاسة مجلس الأعمال السعودي السلوفاكي، ورئاسة ميدان الفروسية بالمنطقة الشرقية ،وعضويته في عدد من الجمعيات والمؤسسات، وصولًا إلى تكليفه قنصلًا فخريًا لجمهورية سلوفاكيا.

غير أن ما يميّز عبد الرحمن العطيشان حقًا، أن العمل الإنساني لم يكن في يوم من الأيام نشاطًا مكمّلًا لمسيرته، بل كان في صلب اهتمامه، ويُعدّ بالنسبة له الأهم في رحلته العملية والاجتماعية. فقد ظلّ يؤمن بأن القيمة الحقيقية لأي نجاح لا تُقاس بالأرقام وحدها، بل بما يتركه من أثر في حياة الناس، وبما يقدّمه من مبادرات إنسانية تُسهم في تعزيز التكافل، وحفظ الكرامة، ودعم الاستقرار المجتمعي.

وفي حضوره الاجتماعي، يبرز مجلسه العامر ليلة الاربعاء كمنارة مجتمعية مفتوحة، ومشهد يعكس عمق وعيه بدور المجالس في بناء التفاهم، وتعزيز الحوار، وتقريب وجهات النظر. فهو مجلس يجتمع فيه مختلف أطياف المجتمع، في أجواء يسودها الاحترام، وسعة الصدر، وتبادل الرأي، بعيدًا عن أي حواجز، ليؤكد أن المجلس الحقيقي هو الذي يجمع ولا يفرّق، ويحتوي ولا يُقصي.

وتتجلى رحابة صدره في أسلوب استقباله لضيوفه، وفي إنصاته، واحترامه للاختلاف، وحرصه على أن يكون مجلسه مساحة إنسانية قبل أن يكون اجتماعية. أما الكرم، فهو قيمة أصيلة في شخصيته، لا تقتصر على الضيافة، بل تمتد إلى كرم التعامل، وصدق الاهتمام، وبذل الخير، ليكون أساسًا راسخًا لما عُرف عنه من مبادرات ومواقف إنسانية مشهودة.

وعلى المستوى الدولي، تمثل تجربة عبد الرحمن العطيشان صورة مشرّفة لرجل الأعمال السعودي القادر على التفاعل مع المتغيرات العالمية، مع الحفاظ على ثوابته الوطنية، وتقديم نموذج متقدم لرجل الاقتصاد الذي يضع الإنسان في مقدمة أولوياته، ويجعل من المسؤولية الاجتماعية ركيزة أساسية لنجاحه.

إن الكتابة عن عبد الرحمن العطيشان (أبو ضاري) ليست توثيقًا لمسيرة شخصية فحسب، بل قراءة في تجربة وطنية وإنسانية متكاملة، لرجل قدّم العمل الإنساني على الأضواء، والمبادرات المجتمعية على المكاسب الآنية، فكان حضوره مؤثرًا في المجتمع، ومحط تقدير واحترام على المستويين المحلي والدولي.

هي سيرة تستحق أن تُروى، لا بوصفها قصة نجاح فردي فقط، بل كنموذج ملهم يؤكد أن الخير حين يكون أصلًا، يصبح الكرم نهجًا، والمجلس منارة، والعمل الإنساني أعظم ما يُخلّد في مسيرة الرجال.

اترك رد

تسهيلات الاستخدام
حجم الخط
ارتفاع السطر
تباعد الحروف
×
إشعار GDPR:

تستخدم هذه الإضافة ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك وتوفير إعدادات إمكانية الوصول المخصصة. يتم تخزين ملفات تعريف الارتباط هذه في متصفحك وتسمح لنا بتذكر تفضيلاتك لحجم الخط ومخططات الألوان والميزات الأخرى لإمكانية الوصول. باستخدام هذه الإضافة، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط لهذه الأغراض. يمكنك حذف أو حظر ملفات تعريف الارتباط في إعدادات متصفحك في أي وقت. يرجى ملاحظة أن القيام بذلك قد يؤثر على تجربتك في الموقع.

Scroll to Top