العميد عبدالله الحارثي يوثق مسيرة ٢٣ عاماً في مكافحة المخدرات بكتاب جديد يطرح مبادرة عالمية لتأمين الجيوش

جدة-
في إصدار يمثل إضافة نوعية للمكتبة الأمنية العربية والدولية، أطلق الكاتب العميد المتقاعد عبدالله بن ملفي الحارثي كتابه الجديد بعنوان “كنت ضابط مكافحة المخدرات.. ٢٣ عاماً بين الخطر والواجب: دروس من الميدان”. الكتاب الصادر عن مجموعة تكوين المتحدة للطباعة والنشر، يأتي في ٤٣٠ صفحة من الحجم المتوسط، ليجمع بين أدب السيرة الذاتية وبين الدراسات الأمنية الاستراتيجية المعمقة.
سيرة ذاتية حافلة بالعطاء
يستعرض الكتاب المحطات الرئيسية في حياة المؤلف، الذي ولد في مكة المكرمة وتلقى فيها تعليمه الأولي، قبل أن يلتحق بكلية الملك خالد العسكرية ويتخرج منها عام 1412هـ برتبة ملازم. بدأت مسيرته المهنية في وحدات الحرس الوطني بالرياض، ثم انتقل إلى جدة عام 1414هـ، حيث كان له دور ريادي في الانضمام للتشكيل الأولي لشعبة مكافحة المخدرات بالقطاع الغربي منذ إنشائها عام 1418هـ. وقد تدرج الحارثي في العمل الميداني والإداري والتوعوي، حيث شغل منصب رئيس قسم التوعية بأضرار المخدرات، وشارك في كافة أنشطة المكافحة من قبض وعلاج وتوعية، وصولاً إلى استلامه منصب مدير إدارة مكافحة المخدرات بالحرس الوطني بالقطاع الغربي برتبة عميد، مستنداً إلى خبرة ميدانية تجاوزت 23 عاماً، وخلفية أكاديمية متينة كحاصل على درجة ماجستير إدارة أعمال بتقدير امتياز.
خط الدفاع الأول
يفرد الكتاب مساحة واسعة للنقاش الاستراتيجي حول مشكلة المخدرات في جيوش العالم، حيث يطرح المؤلف رؤية أمنية تحذيرية تؤكد أن خطر انتشار السموم في المجتمع العسكري يفوق بأضعاف مخاطره في المجتمع المدني. وينطلق هذا التحليل من كون المجتمع العسكري هو خط الدفاع الأول للدول، وأي اختراق لأفراده بالتعاطي أو الإدمان يمثل تهديداً مباشراً للجاهزية القتالية والأمن القومي. ويستعرض المؤلف في فصول الكتاب كيفية بناء “الحصانة العسكرية” ضد محاولات الاستهداف الممنهجة التي تمارسها عصابات التهريب الدولية.
مبادرة عالمية
من أبرز ما يميز هذا الإصدار هو ما وضعه المؤلف في الجزء السادس، حيث طرح مبادرة استراتيجية متكاملة للقضاء على وجود المخدرات، وهي مبادرة صُممت لتكون قابلة للتطبيق في كل مجتمع عسكري أو جيش من جيوش العالم. تهدف هذه المبادرة إلى إيجاد منظومة رقابية ووقائية تضمن منع تخرج أو استمرار أي فرد متعاطٍ نهائياً، سواء كان ضابطاً أو فرداً، وتضع معايير صارمة للتعامل مع هذه الآفة داخل المؤسسات العسكرية لضمان نقائها وكفاءتها المطلقة.
رحلة الفصول
تتوزع محتويات الكتاب الـ 430 صفحة على فصول غنية بالتفاصيل، تشمل:

  • الفصل الأول والثاني: يتناولان البدايات وتجنيد المصادر ومراحل التطوير والاحترافية في العمل الإداري والميداني.
  • الفصل الثالث: يسرد قصصاً واقعية لبعض القضايا الخطرة والإنسانية، ويؤكد على ضرورة تدريس مادة المخدرات كمادة رئيسية في مراكز التدريب.
  • الفصل الرابع: يبحث في العلاقة المعقدة بين المخدرات والجريمة، ويقدم إرشادات للأسر حول كيفية حماية الأبناء وعلامات التعاطي وحقيقة العلاج والانتكاسة.
  • الفصل الخامس والسادس: يركزان على مرحلة القيادة، والعلاقة مع الجهات المختلفة، ونظرة المؤلف الشاملة لتجربة المكافحة من البداية حتى التقاعد.
    يختتم العميد الحارثي كتابه بتقديم خلاصة دراساته وأبحاثه التي أثمرت عن إصدار عدة كتب سابقة، ليضع هذا الكتاب بين يدي القادة العسكريين والمختصين كوثيقة ميدانية ترسم معالم الطريق لمجتمع عسكري وعالمي خالٍ من المخدرات.

اترك رد

تسهيلات الاستخدام
حجم الخط
ارتفاع السطر
تباعد الحروف
×
إشعار GDPR:

تستخدم هذه الإضافة ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك وتوفير إعدادات إمكانية الوصول المخصصة. يتم تخزين ملفات تعريف الارتباط هذه في متصفحك وتسمح لنا بتذكر تفضيلاتك لحجم الخط ومخططات الألوان والميزات الأخرى لإمكانية الوصول. باستخدام هذه الإضافة، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط لهذه الأغراض. يمكنك حذف أو حظر ملفات تعريف الارتباط في إعدادات متصفحك في أي وقت. يرجى ملاحظة أن القيام بذلك قد يؤثر على تجربتك في الموقع.

Scroll to Top