
بقلم هناء الخويلدي
إن الحب لا يُشترى إلا بالحب،
عبارة تحمل بُعدًا آخر،
تُخبرنا أن لا ثمن للحب،
لأنه جوهر الوجود، لا بلفظه ، بل بحضوره، بنقائه، ببساطته التي لا تُساوَم.
فالحب له فلسفة راقية تُعزّز معناه الجوهري،
فهو كقيمة لا تُقايَض، بل تُمنح من الذات الخالصة.
ولكن أولئك الذين يتّخذون من الحب قناعًا يرتدونه متى شاؤوا،
ليصلوا إلى قلوبٍ متعطشة، ظمأى لقطرة من حبّ،
يغرقونها في بحرٍ من الزيف، وتتشبث بطوق نجاة،
علّه ينتشلها من وَهن الضياع.
يستخدمون الحب وسيلة للوصول إلى أهداف
نَمَت في عقلٍ مريض، وقلبٍ خاوي،
لا يعرف معنى الحب، ولا طعم السلام، ولا دفء السعادة.
الحب الذي يأتي مكبّلًا بسلاسل الغدر والخيانة،
مغلفًا بالمطامع الشخصية والانتهازية،
ليس حبًّا، بل طيفًا مشوّهًا لا يشبه النقاء في شيء.
جعلوا من الحب ورقة ذابلة في مهبّ الريح،
بعد أن كان شجرة راسخة في وجدان الأرواح.
أفرغوه من معناه، حتى بات جسدًا بلا روح، وكلمة بلا دفء، وعهدًا بلا وفاء.
حوّلوا الحب إلى لعبة مؤقتة، تُرمى بعد استخدامها،
بعد أن كان وطنًا يأوي القلوب.
مزّقوه بخيوط التلاعب، فأصبح هشًّا لا يقوى على البقاء
في وجه أول ريح خيانة.
ذاك الفكر الإنساني العميق الذي كان يومًا جوهر الحب،
حلت محلّه حيرة المتألم، وتيه المحبّ الصادق وسط ركام الخيبة.
كيف أُنتشل روحي من كل هذا الوجع الذي يسكنها؟
بات الشك وجبتي اليومية،
يتغذى عليه الألم الذي خلّف مكانه في داخلي فراغًا قاتلًا.
لماذا شُوّه الحب وارتدى له ألف قناع؟
كيف لشيء عظيم كالحب، أن يُختزل إلى نزوة عابرة؟
إلى وعد كاذب؟ إلى ظلّ لا جسد له؟
ذاب جوهره، وامتزج بفكرٍ مسموم،
يتغلغل داخل القلوب… فيلوّثها.
أننعي الحب؟ أم ينعانا؟
ونبكي على قبره الذي حفرناه بأنفسنا
في زاويةٍ مظلمةٍ من القلب
لم يكن الحب لفظًا يُنطق مجردًا،
بل هو موقف وفعل… يختصر كل الكلمات.”
اترك رد