
بقلم : هناء الخويلدي
لستُ غلافًا أنيقًا يُزيّن واجهة الحياة،
فالجمَال المعلّق على الواجهة، ليس إلا قناعًا هشًّا،
يُخفي وراءه وجعًا متجذّرًا في أعماقي.
كلّما مضيتُ في درب العمر،
ازداد هذا الوجع ثقلًا،
حتى بات عقلي يئنّ من وطأة الفهم،
وقلبي يرتجف من محاولة الإحاطة بمعنى لا يُطاق.
وربما تراني في مظهرٍ يُدهشك،
جمالٌ فيه سحرٌ يرويك، ويسوغ لك شربه،
لكنّني لست تلك الصورة وحدها،
بل كيانٌ متجسّد في هذا الكون،
تشظّت روحه في دهاليز الإدراك،
وانكمشت ضلوعه تحت أثقال لم تُروَ.
بعضهم يظن أن هذا الجمال يفتح الأبواب الموصدة،
ولا يعلمون أنهم حين فعلوا، جعلوا لكل شيءٍ ثمنًا،
حتى النقاء، حتى الألم، حتى الصمت…
ولكلٍّ منّا وجعه،
ذاك الألم الذي يُباح حينًا… ويُكتم حينًا آخر،
يبقى مختبئًا خلف ابتسامةٍ مجهدة،
أو نظرةٍ تائهة في فراغٍ لا يسمعه أحد.
لكن في لحظة الهجوم
حين تداهمنا أفكارنا كالسيل،
نكتشف أننا وحدنا،
عُزّلٌ في ساحة الحياة،
نخوض حربًا لا راية فيها،
ولا سلاح سوى الدموع،
ولا نهاية… سوى المزيد من الإنهاك.
فهل رأيتَ يومًا زهرةً تُزهر في فم الجرح؟
أم سمعتَ نايًا يُغنّي من شقوق الحزن؟
أنا ذاك اللحن، الذي لا يُعزف… بل يُنزف.
اترك رد