
بقلم هناء الخويلدي
أنا من تلك النفوس التي لا تجيد الصراخ في الزحام…
أكتب، لأن الكلمة عندي وطن، ولأن المعنى أوسع من المهاترات.
لم أطلب من أحدٍ تصفيقًا، ولا سعيتُ لمكانٍ في زوايا الضوء المصطنع،
كل ما أردته: أن أترك على الورق أثرًا نقيًا، يشبه قلبي حين يسكنه الصدق.
لم يعرفوا أن روحي لا تجيد الطعن، ولا تخشى إلا الله ، لإن الله يسمع ويرى وهذا يكفي .
أساؤوا…
ولم يروا أني عبرتُ صامتة، لأن الرد أحيانًا إسرافٌ في التفسير لمن لا يُنصت.
أعرف نفسي… وأعرف دربي،
ولا أُجبر أحدًا أن يفهمني،
لكنني أكتب،
لعلّ أحدهم، ذات يوم، يلتقط حرفي من ركام الزيف، ويبتسم قائلاً:
“كانت نيتها طاهرة… ومرّت بسلام.”
قررت ان اكتب حتى حين يُساء الفهم وتبقى كلمتي .
أنا من أولئك الذين لايعرفون كيف يقاتلون بالكلام، ولا كيف ينزلقون في المهاترات والجدال.
أنا من أولئك الذين يختارون الورق، لا الجدران، لتدوين ما في قلوبهم.
دخلتُ هذا العالم – عالم الكلمة والإعلام – بقلبي لا بحساباتي.
كنت أظن أن صدق النية يكفي، وأن النقاء يُرى كما هو،
لكنني وجدت من يسيء، من يظن، من يتهم…
ورغم ذلك، لم أبادلهم ذات السلاح،
فأنا لا أُحسن الطعن، ولا أؤمن بأن الجروح تُشفى بالردود.
أنا أكتب، لأن الكلمة عندي وفي قلبي “وطن”،
وأقدّس قلمي، لأنه امتداد لروحي،
أحترمه لأنه لا يُجيد الكذب، ولا يُسعفني إن أردتُ التزييف.
قلمي أمانة، والكلمة شرف، ومن يخون قلمه قد خان نفسه قبل أن يخون قارئه.
الكلمة لدي كيان، ليست وسيلة صعود، ولا سلعة رخيصة في سوق الضجيج.
هي رسالتي…
ومن اختار الرسالة، يعلم أنه سيُساء فهمه أحيانًا، ويُظلم أحيانًا، ويُخذل كثيرًا.
لكنّه في كل مرة يعود إلى نفسه، ويجدها ثابتة، صامدة، نقية.
أنا لا أطلب التصفيق،
ولا أسعى لتلميع صورتي في أعين من لا يرون إلا من زاوية واحدة.
كل ما أطلبه، أن أُترك أكتب…
أن أُمنح مساحة من صمت، ومساحة من ورق، ومساحة من ضوء.
ولمن يظن، أو يسيء، أو يتهم:
اعذروني… لا وقت لدي للرد،
فأنا منشغلة بكتابة شيء أجمل،
شيء ربما يُلهم أحدهم، يُعزي أحدهم، يُنقذ أحدهم.
أنا كاتبة تؤمن أن الكلمة مسؤولية، وأن القلم ليس أداة للتفاخر بل أمانة تُكتب بصدق. لا تسعى للضوء، بل تُنير ما حولها بحروف هادئة تنبع من أعماقها. أميلُ لكتابة المقالات الاجتماعية، والتأملات الداخلية التي تعكس صوت الإنسان من الداخل. رسالتي أن تُكتب كلماتي بما لا يُخجلها أمام الله، وأن تترك في القارئ أثرًا لا يُنسى.
هذه أنا ، وهكذا سأبقى .
أكتب… ثم ّ أمضي بسلام .
اترك رد