
بقلم هناء الخويلدي
إنه يحدث في صمتٍ نبيل،
في أعماقك… بينك وبين ذاتك،
حين لا يراك أحد، ولا يُصفق لك أحد،
لكنك تُصفق في سرك لنفسك،
لأنك قاومت، لأنك أكملت، لأنك لم تُهزم.
النجاح ليس لحظة وصول،
بل هو تلك اللحظات الخفية التي تغلبت فيها على ضعفك،
التي نهضتَ فيها رغم التعب،
التي تمسكتَ فيها بقيمك
حين كان التخلي عنها أرخص الطرق للنجاة.
الطريق هو المعلم.
هو من يُشكّلك، يربّيك،
كل منعطف فيه يكشف لك شيئًا دفينًا عنك.
كل أزمةٍ تنحت على جدار روحك ملامح الصبر،
وتمنحك دروسًا لا تُقال، بل تُعاش.
الناجح ليس من وصل… بل من وُلد من العدم.
من صاغ من الفوضى كيانًا نابضًا بالإبداع،
من نظر إلى الحياة بعين الامتنان،
فرأى في كل خلقٍ حوله سببًا للنمو،
وفي كل عثرة دعوة للثبات،
وفي كل ألمٍ وقودًا للمضي.
حين تقع في مشكلة، أو ترتكب خطأ،
تتأمل، تفكر، تبادر…
تلك ليست مصادفات عابرة،
بل رسائل ربانية، مضمونة المعنى، عميقة المغزى.
دروسٌ تُكسبك خبرة،
وترشدك إلى الطريق الذي تنهض فيه من جديد.
فالله عز وجل ما خلقك ليعذبك،
هو الغني عن ذلك،
بل خلقك ليُعلمك، ليصقلك،
ليجعل منك إنسانًا كما يحب ويرضى،
يعجنك بالمحن،
ليخلق من داخلك عظمة تليق بك، بك وحدك.
فالإنسان عظيمٌ بكل ما يملك…
بضعفه، بقوته، بخوفه، بأمله،
وحين يحسن الظن بالله،
يُضيء الله له دروبًا ما ظن أنها تُفتح.
فدع حسن الظن بالله نورًا لا يغيب،
يرشدك كلما أظلم الطريق.
وسأل نفسك اليوم:
هل أنا أركض نحو النجاح… أم أبنيه في داخلي خطوة بخطوة؟
لأن الحقيقة البسيطة هي:
النجاح ليس شيئًا تحاول وتسعى في الوصول إليه وتجده دائماً …
بل هو شعورتحياه وشئ تكون عليه وتراه متجسداً فيك.
اترك رد