الأخبار

أخسرُ لأربحني ..

صدى الضمير في ساحة الخداع

هناك نوع من التنافس لا يُشبه الشغف،
ولا يُشبه الطموح…
بل يُشبه الفخ.
فخٌّ يتقنه بعضهم بدهاء،
ليوقعك في الحيرة، في الألم، في السؤال:
“من ينجو؟”

يتنافس البعض لا ليتفوّق،
بل ليُحطّم.
يتسابقون لا ليتقدّموا،
بل ليكسروا غيرهم.

حين يصبح التنافس قيدًا،
لا يدفعك للأمام، بل يسحبك إلى الخلف،
إلى منطقة مشبعة بالخوف،
مليئة بالريبة،
ومجردة من النقاء.

منافسة لا تحمل في طياتها غير الخبث،
والأنانية المقنّعة بالاجتهاد،
كأن النجاح لا يكفي إلا إن جاء على أنقاض الآخرين.
نجاحاً على أنقاض النفس… أي فوزٍ هذا؟

ولا أفهم…
ما النشوة التي يجدونها في ألم غيرهم؟
ما الفخر الذي ينبت من سقوط قلبٍ آخر؟

الساحة تتّسع للجميع،
فلماذا يضيق صدرهم إن لم يكونوا وحدهم فيها؟
ولماذا يجب أن يُقصى أحد
ليتقدّم الآخر؟

لقد تعبنا
تعبتا من هذه اللعبة القذرة،
من أسلوب الدهاء والتلاعب،
من الأقنعة التي تبتسم وهي تمعن في الطعن.

قلبي لم يعد يحتمل،
ورأسي يكاد ينفجر من التفكير،
من الصبر،
من الأسئلة التي لا تجد جوابًا.

نرتدي قناع التجلّد ويعلو صوت الضمير…
هل من يتخلى عن مبادئه،
ويلبس هذا القناع كل يوم،
ينجو؟
ينجح؟

حتى لو صمت وجهه،
فنداء الضمير بداخله
يئن…
ويزمجر أحيانًا،
حتى يُكسر القفص الذي حُبس فيه.

ومن يضمن…
إن خسر إنسانٌ مبادئه،
ألا يخسر نفسه؟

كيف تكون الحياة وسط سقوط كل دعائم النجاة؟
حين لا يبقى شيء تمسك به سوى صدى داخلك؟
من ينجو… حقًا؟
حين يصبح التنافس قيدًا .
هل تكون النتيجة نجاةً زائفةً ونجاحاً على أنقاض النفس
هل هذه الحياة تستحقُ كل هذا التهافت على الزوائل ؟ وبعدها من سوف ينجو ؟

كن اول من يعلق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني.


*